أزمة منتصف العمر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رجال تجاوزوا سن الأربعين وصاروا راشدين..! راشدين في سنهم فقط لكن في تصرفاتهم مراهقين!
لأسباب مختلفة منها النفسية والجسدية ومنها عوامل خارجية، يعيشون مراهقتهم في منتصف العمر!
مراهقة متأخرة أو أزمة منتصف العمر!



يقولون الأمر في أغلبه نزوة عابرة وقد تؤدي لعواقب ونتائج مؤلمة يدفع ثمنها غالبا الأبناء!
الزوج يبرر حاله بالظروف ومستاء من زوجته لعدم اهتمامها به وتلبية متطلباته والاستهانة بها!
والزوجة لا تتقبل تصرفات زوجها الصبيانية وأفكاره التي لا تتلاءم مع سنه وعقله وكونه أبا ومربيا!



اختلف كثيرون في تحليل أزمة منتصف العمر بل هناك من نفى وجودها أو شدد على ندرتها وحدوثها فقط عند الأغنياء
والمرفهين بسبب الحالة المادية وحالة الرخاء الاقتصادي وتغير نمط الحياة وما فرضته وسائل الإعلام من عادات وقيم جديدة.

دراسات تقول أن 25 % من الرجال يعيشون مراهقة متأخرة تبدأ بظهور أعراض تختلف درجة حدتها من رجل لآخر وكأمثلة :
كمن يحاول أن يخفي تقدمه في السن بصباغة شعره، واقتناء ملابس شبابية، ومتابعة مسلسلات وأفلام رومانسية أو بورنوغرافية!
وهناك من تشتد حرارة أزمته، فتحس به ساخطا على نمط عيشه متذمرا راغبا في التغيير.. أو تجده أسير شكه في اختيارته المصيرية
وأنه ضحية يستحق الأفضل.. أو تجده شارد الدهن يحلم بحياة أخرى يتمنى لو تتحقق مع أحلى فتاة في أجمل مكان..
أو تجده فعلا ترك زوجته وأبناءه وراءه، وسافر في مغامرة مع فتاة في عمر بناته...

الدراسات تقول أيضا أن عوامل متعددة تؤدي أو تتسبب في ظهور أزمة منتصف العمر وكأمثلة :
شعور الرجل بإخفاق أو عدم تحقيق كل ما يحلم به والفشل في مواجهة عقبات الحياة وتجاوز مشاكل العمل.
تباعد ثقافي واجتماعي وفكري بين الرجل وزوجته في مقابل تقارب واحتكاك بأخريات في مجال عمله أو بيئته.
تحمل مسؤولية الزواج في سن مبكرة في غياب التفاهم بين الزوجين أو اهتمامات مشتركة تقوي الرابط بينهم
ليشعر الرجل برغبة في التجديد أو إعادة حياته من جديد فيبدأ بالبحث عن فتاة صغيرة يتوهم معها علاقة حب..

هل الرجل مجرم أو ضحية؟ ومن المسؤول؟

أطباء نفسيون يؤكدون أن هذه المرحلة تتحمل الزوجة مسؤولية كبيرة في جعلها تمر بسلام
أو تتنج عنها ما قد يعصف باستقرار عش الزوجية بعد سنين من بنائه.



وعلماء اعتبروا هذه المرحلة من عمر الإنسان تحكم على ما تبقى من حياته فإذا لم يستقم في هذا العمر فصلاحه في ما تبقى
من عمره احتمال ضعيف معتمدين في تحليلهم على قوله عز وجل : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً
وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } سورة الأحقاف - الآية 15



ما رأيكم أنتم في أزمة منتصف العمر وأين برأيكم يكمن الخلل ؟ ومن حقا المسؤول؟

وما نصائحكم لرجال بلغوا منتصف عمرهم وما نصائحكم لزوجاتهم كذلك؟

في انتظار تفاعلكم المحلٌى بالجدية والاحترام

تحياتي لكم